داستان عربی 18: الراعی و الذئب
القصة الثامنة عشرة: الراعی والذئب
یُحکى أنّه کان هناک طفل یعیش فی قریة صغیرة ویعمل فی رعی الأغنام، وفی یوم من الأیام أصابه الملل من مشاهدة أغنام القریة تحدّق فی الأفق بلا جدوى، فقرّر تسلیة نفسه، وصاح فجأة: "ذئب! ذئب! هنالک ذئبٌ یطارد الأغنام!" بمجرّد أن سمع القروییون صیاح الفتى حتى سارعوا إلى التلّة بعصیّهم وبنادقهم لإخافة الذئب، لکنهم لم یعثروا على شیء، فیما کان الولد مستمتعًا برؤیة ملامحهم الغاضبة. واکتشف القروییون حیلة الولد فصاحوا فیه بغضب: "لا تصرخ محذّرًا من الذئاب إن لم یکن هناک ذئبٌ حقًا!" ومضوا بعدها عائدین إلى أعمالهم. بعد بعض الوقت، عاود الراعی الکرّة وصاح مجدّدًا: "ذئب! ذئب یلاحق خرافی!" ومجدّدًا سارع سکّان القریة بأسلحتهم لإنقاذ الخراف، لکنّهم فی هذه المرّة أیضًا لم یعثروا على أیّ ذئب، وقاموا بتوبیخ الراعی مجدّدًا على مزاحه الثقیل، بینما کان هو یضحک مستمتعًا. بعد ساعات عدّة، رأى الراعی ذئبًا حقیقیًا یقترب من أغنامه، فانتابه الخوف وراح یصیح: "ذئب! ذئب یهاجم خرافی!" لکنّ أحدًا لم یردّ علیه ولم یأتِ لمساعدته، فقد اعتقد القروییون أن یکذب مجدّدًا، وتجاهلوه تمامًا. غربت الشمس، ولاحظ سکان القریة غیاب الراعی وأغنامه، فصعدوا إلى التلّة لیتفقّدوا أمره، ووجدوه هناک یبکی وینتحب. "ما الأمر؟ ماذا أصابک؟" سأل أحدهم. "لقد هاجم الذئب قطیع الأغنام، وقضى علیها، طلبتُ عونکم لکنّ أحدًا منکم لم یأتِ لمساعدتی…" حینها اقترب منه حکیم القریة وهمس فی أذنه قائلاً: "حینما یعتاد الناس منک على الکذب، لن یصدّقوک حتى لو قلت الحقیقة!"
العبرة المستفادة: العبرة من هذه القصة القصیرة واضحة وضوح الشمس، لن یصدّق أحدٌ الکاذب حتى لو قال الحقیقة.
- ۰۰/۰۴/۰۶