داستان عربی 14: القرش و الطعم
القصة الرابعة عشرة: القرش والطعم
فی تجربة قام بها أحد علماء الأحیاء البحریة، تمّ وضع سمکة قرش کبیرة فی حوض مائی، وأُضیف بعد ذلک مجموعة من الأسماک الصغیرة کطُعم للقرش. وکما هو متوقّع فقد هجم القرش على الأسماک الصغیرة والتهمها کلّها. بعد ذلک، وضع العالم فاصلاً زجاجیًا قسّم به الحوض إلى قسمین متساویین، فجعل الأسماک الصغیرة فی أحد الجانبین، وسمکة القرش فی الجانب الآخر. هجم القرش فی الحال، لکنّه فی هذه المرّة اصطدم بالفاصل الزجاجی، بیْدَ أنّه استمرّ فی المحاولة دون کلل أو ملل، فی حین کانت الأسماک الصغیرة تسبح بهدوء وأمان. وبعد مرور عدّة ساعات استسلم القرش أخیرًا وتوقّف عن المحاولة. تمّ تکرار التجربة مرّات عدیدة خلال الأسابیع القلیلة اللاحقة، وکانت عدوانیة القرش تقلّ فی کلّ مرّة، إلاّ أن استسلم تمامًا وتوقّف عن مهاجمة الأسماک الصغیرة من الأصل. عندها، أزال عالم الأحیاء اللوح الزجاجی، لکن القرش لم یبادر بالهجوم هذه المرّة أیضًا، فقد أصبح مؤمنًا تمامًا بوجود الحاجز الخفی بینه وبین الأسماک الصغیرة.
العبرة المستفادة من هذه القصة: کثیرون هم من یفقدون الأمل تمامًا بعد تلقّیهم الصدمات وفشلهم عدّة مرّات، کما هو الحال مع سمکة القرش فی هذه القصة القصیرة. نفضّل حینها البقاء مُثقلین بهزائم الماضی، وبأننّا لن ننجح أبدًا. نبنی فی عقولنا حواجز وهمیة، فی حین أنّها ربما لم تعد موجودة بعد الآن. لا تتوقّف عن المحاولة أبدًا، فالنجاحُ قد یکون على بعد خطوة واحدة فقط منک.
- ۰۰/۰۴/۰۶