داستان عربی 12: الانعکاسات
القصة الثانیة عشرة: الانعکاسات
تدور هذه القصة القصیرة حول کلبٍ دخل فی یوم من الأیام إلى متحفٍ ملیء بالمرایا. کان متحفًا فریدًا من نوعه، فالجدران والسقف والأبواب وحتى الأرضیات کانت کلّها مصنوعة من المرایا. بمجرّد أن رأى انعکاساته، أصیب الکلب بصدمة کبیرة، فقد رأى أمامه فجأة قطیعًا کاملاً من الکلاب التی تحیط به من کلّ مکان. کشّر الکلب عن أنیابه وبدأ بالنباح، فردّت علیه الکلاب الأخرى التی لم تکن سوى انعکاسًا له بالمثل. فنبح من جدید، وراح یقفز جیئة وذهابًا محاولاً إخافة الکلاب المحیطة به، فقفزت هی الأخرى مقلّدة إیاه. وهکذا استمرّ الکلب المسکین فی محاولة إخافة الکلاب وإبعادها دون جدوى. فی صباح الیوم التالی، عثر حارس المتحف على الکلب البائس میتًا خالیًا من الحیاة، مُحاطًا بمئات الانعکاسات لکلبٍ میتٍ أیضًا. لم یکن هنالک أحد لإیذاء الکلب فی المتحف، فقد قتل نفسه بنفسه بسبب العراک مع انعکاساته!
العبرة المستفادة من القصة: لن یجلب لک العالم الخیر أو الشرّ من تلقاء نفسه، فکلّ شیء یحدث من حولنا ما هو إلاّ انعکاس لأفکارنا، مشاعرنا، أمانینا وأفعالنا. العالم لیس سوى مرآة کبیرة، فأحسِن الوقوف أمامها!
- ۰۰/۰۴/۰۶